76- قيام عثمان الليل
قال عبد الرحمن التيمى ، لأغلبن الليلة النفر على المقام ، فلما صلينا العتمة تخلصت إلى المقام حتى قمت فيه ، قال : فبينما أنا قائم إذا رجل وضع يده بين كتفي فإذا هو عثمان بن عفان قال : فبدأ بأم القرآن فقرأ حتى ختم القرآن فركع وسجد ، ثم اخذ نعليه فلا أدرى أصلى قبل هذا شيئا أم لا.
77-ينظر في المصحف كل يوم
كان عثمان ما يشبع من القرآن، استمع إليه وهو يقول: لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا، وإني لأكره أن يأتي علىّ يوم لا أنظر في المصحف، وما مات عثمان حتى خرق مصحفه من كثرة ما يديم النظر فيه.
78-لذة مناجاة الله عند عثمان
عن سعد بن أبى وقاص قال: مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت عليه ، فملأ عينه منى ثم لم يرد علىّ السلام ، فأتيت عمر بن الخطاب فقلت يا أمير المؤمنين ، هل حدث شيء في الإسلام ؟ قال لا، وما ذاك؟ قلت: لا إلا أنى مررت بعثمان آنفا في المسجد فسلمت عليه، فملأ عينه منى ثم لم يرد علىّ السلام ، قال : فأرسل عمر إلى عثمان فقال: ما منعك ألا تكون ردت السلام على أخيك ؟قال : ما فعلت ، قال سعد: بلى ، حتى حلف وحلفت ، قال : ثم إن عثمان ذكر فقال : بلى وأستغفر الله وأتوب إليه ، إنك مررت بي آنفا وأنا أحدث نفسي بكلمه سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا والله ما أن ذكرتها إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة ، قال سعد : فأنبئك بها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أول دعوه ، ثم جاء أعرابي فشغله حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته بها فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله فضربت بقدمي الأرض فالتفت إلىّ صلى الله عليه وسلم فقال : من هذا ؟ أبو إسحاق قال : قلت : نعم يا رسول الله ، قال : فمه ، لا والله يا رسول الله إلا أنك ذكرت لنا دعوه ، ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك ، قال : نعم " دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فإنه لا يدعو مسلم ربه في أي موضع قط إلا استجاب له "
79-فراسته
وكان لا,ن ينظر بنور الله , حدث أن رجلاً قد نظر إلى امرأة أجنبية , فلما نظر إليه قال : ها أيدخل أحدكم علي وفي عينيه أثر الزنا , فقال لرجل : أوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: لا , ولكن قول حق وفراسة صدق .
80-ولم يبق من دعائه إلا أنار
عن أبى قلابه قال: كنت في رفقه في الشام فسمعت صوت رجل يقول : يا ويلاته النار ، قال: فقمت إليه فإذا برجل مقطوع اليدين والرجلين من الحقوين أعمى العينين منكبا لوجهه فسألته عن حاله ، فقال : إني كنت ممن دخل على عثمان الدار فلما دنوت منه صرخت زوجته فلطمتها ،فقال: ما لك قطع الله يديك ورجليك وأعمى عينيك وأدخلك النار ؟ فأخذتني رعده عظيمه ، وخرجت هاربا فأصابني ما ترى ولم يبق من دعائه إلا النار ، قلت له : بعدا له وسحقا .